كتاب الفلاسفة والحب ” يقولون إنه ما من تآلف بين الفلاسفةوالحب!” أيعني ذلك أن الكثير من الفلاسفة لم يختبروا الحب؟ كلا فيما يبدو، وهذه هيقضية هذا الكتاب. وهي محاولة متواضعة للنظر في هذه النقطة بعدالة على طريقتهمالمرتبكة، أو المختالة، واللاذعة في معظم الأحيان، بل والعدائية الشرسة التيانتهجها بعضهم، والحديث عن كل ذلك بلهجة حاسمة. فجميعهم في الحقيقة لديهم مايقولونه لنا عن الحب، وعما يصاحبه من وَهْمٍ بالخلود، وما يولّده من معاناة، وعن الطريقة التي نطمح بها لترويضه.
كتاب الفلاسفة والحب
عن الكتاب موقع جود ريدز:
تحميل أشهر الروايات العربية الحائزة على جائزة البوكر الجزء الأول
يقول Amira Mahmoud:
ما ستدركه جيدًا بعد قراءاتك لهذا الكتاب، هو أن الفلاسفة لا يملكون تلك القدرة على الحب؛ أو على الأقل الحب الذي نعرفه نحن والذي لدينا يأخذ شكل ومعنى آخر عما يعتقده الفلاسفة فكل فيلسوف منهم له مفهومه الخاص، فالبعض منهم يرى الحب هو التضحية والبعض الآخر يرى الحب هو الجنس والبعض يرى فقط الحب على أنه فقط ذلك الشيء الجانبي الذي لا يجب أن يأخذ من وجوده وحريته ذلك الحيز الكبير والهام.
ربما لأن الحب هو في النهاية قضية من تلك القضايا التي تستحق النضال لأجلها، لأجل الحفاظ عليها والدفاع عنها، أو حتى التخلص والهرب منها في بعض الأحيان لكنها على كل حال تبقى كقضية تشغل حيز ما من حياة صاحبها.
والفلاسفة كغيرهم ممن يملكون قضايا كبرى كالوطن بالنسبة للمناضلين والثوار، كالدين بالنسبة للكهنة والدعاة، فالفكر والإنسانية هي القضية الأولى بالنسبة للفلاسفة وكل امرأة عاثرة الحظ يتقاطع مصيرها مع أحد هؤلاء ستدرك بالوقت أن قضيتها ستظل دومًا بالنسبة لهم قضية ثانية/ثانوية أو وهذا في أحسن الأحوال قضية مكملة ومحفزة تجعلهم دومًا ما يسعون إلى (العظمة) في قضيتهم الأولى وفي النهاية يقفون بتباه لتلقى إطراء العالم وتظل المرأة كما هي قابعة خلفهم!
الكتاب أكاديمي بعض الشيء، لا يعرض فقط تأريخ لقصص حب الفلاسفة بشكل سينمائي/فضائحي كما توقعت وإنما يقوم بتحليل تلك القصص وعرضها بشكل متسق مع حياتهم الشخصية، فلسفاتهم، فتحوّل العرض إلى بحث سيكولوجي بأطروحاته المثيرة للتأمل.
الكتاب لا يشمل كافة الفلاسفة كما يوحي عنوانه من -سقراط إلى سيمون دو بوفوار- ولكنه يبرز أهم الفلاسفة أفلاطون- لوكريس (وهو فيلسوف لم أكن أعرفه قبل قراءاتي للكتاب) -مونتاني- جان جاك روسو- كانط – شوبنهاور – كيركجارد – نيتشه – مارتن هايدجر وحنا أرندت- سارتر وسيمون دو بوفوار.
في الجزء الخاص بأفلاطون ولوكريس ومونتاني كان أشبه بجزء عن الإيروتيكا أكثر منه جزء مع الحب، وهذا هو الإشكال دومًا في منظور الغرب عن الحب ليس الإشكال هو ارتباط الجنس بالحب بل في التماهي الذي يحدث بين الإثنين حد الخلط إلى أن يصبح تعريف الحب يقتصر على الجزء الإيروتيكي وفقط دون الجزء العاطفي والروحاني؛ لا داعي القول أن في الحب (الأفلاطوني) أيضًا تطرفًا حيث ينمحي تمامًا الجزء الجنسي ويقتصر على الجزء الروحاني فقط، فكلا التفسيرين تطرف وإن انعكست الرؤية في اتجاهين متضادين للغاية.
كانت المفاجأة بالنسبة ليّ هي قصة هايدجر وحنا أرندت (حنا أحدى أهم وأقرب الشخصيات النسائية إلى قلبي وأتمنى أن أعتبرها الأقرب إلى عقلي أيضًا حين اقرأ لها يومًا) تلك القصة التي كنت أتوقعها كقصة أسطورية ليس فقط لشخصية فيلسوفة كحنا أرندت بل لالتحامها بعقل فيلسوف آخر كهايدجر، ما صدمنيّ أنني وجدت في النهاية هايدجر مجرد رجل متلاعب بطالباته خائن لزوجته لا يعرف ما هو الحب بالأساس تمامًا كسارتر وسيمون التي يمكن أن يُقال أن تلك العلاقة ما هي إلا التحام فكريّ مدعم برابطة إنسانية يمكن توصيفها تحت أي بند عدا أن نتجرأ ونطلق عليها لفظ الحب.
نيتشه وكيركجارد وشوبنهاور كنت أعرف الكثير عن علاقاتهم بالحب والمرأة، لكن روسو هو من صدمنيّ أيضًا، وكما قلت في بداية المراجعة أن ما سندركه جيدًا هو أن الفلاسفة ليس لديهم القدرة على الحب ربما لأن الحب هو ذلك الاندفاع الغير مفهوم، بلا سبب، بلا منطق، بلا أي شيء سوى العاطفة بينما يذهب الفلاسفة فقط لعقلنة ومنطقة كل شيء حولهم لهذا لم يكن للفلاسفة والحب أن يلتقيان.